admin المدير العام
عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 27/03/2013 العمر : 36 الموقع : الجزائر-سيدي بلعباس-
| موضوع: تعريف الكلام الخميس 4 أبريل 2013 - 16:44 | |
| يعرّف أبو عبد الله محمد بن محمد بن داوود الصنهاجي المعروف بابن آجرّوم -المولود في سنة ستمائة واثنتين وسبعين، والمتوفّى سنة سبعمائة وثلاث وعشرون من الهجرة النبوية- رحمه الله. قال: الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع . وللفظ "الكلام" معنيين: أحدهما لغوي والثاني نحوي. أمّا الكلام اللغوي فهو عبارة عمّا تحصل بسببه فادة، سواءا أكان لفظا أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة. وأمّا الكلام النحوي فلابدّ من أن يجتمع فيه أربع أمور: الأول ان يكون لفظا، والثاني أن يكون مرّكبا، والثالث أن يكون مفيدا، والرابع أن يكون موضوعا بالوضع العربي. ومعنى كونه لفظا: أن يكون صوتا مشتملا على بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء. ومثاله: "أحمد" و "يكتب" و "سعيد" ،فإنّ كل واحدة من هذه الكلمات الثلاث عند النطق بها تكون صوتا مشتملا على أربعة حروف هجائية، فالإشارة مثلا -كهز الرأس عند الرد بالإيجاب- لا تسمّى كلاما عند النحويين، لعدم كونها صوتا مشتملا على بعض الحروف، وإن كانت تسمّى عند اللغويين كلاما، لحصول الفائدة منها.
ومعنى كونه مرّكبا: أن يكون مؤلفا من كلمتين أو أكثر، نحو: "محمد مسافر" و"العلم نافع" و"يبلغ المجتهد المجد" و"لكلّ مجتهد نصيب" و"العلم خير ما تسعى إليه".فكل عبارة من هذه العبارات تسمّى كلاما، وكل عبارة منها مؤلفة من كلمتين أو أكثر. فالكلمة الواحدة لا تسمّى كلاما عند النحاة إلاّ إذا انضمّ غيرها إليها: سواءا أكان انضمام غيرها إليها حقيقة كالأمثلة السابقة، أم تقديرا كما إذا قال لك قائل: من أخوك؟ فتقول: محمّد، فهذه الكلمة تعتبر كلاما، لأنّ التقدير: محمّد أخي.فهي في التقدير عبارة مؤلفة من ثلاث كلمات. ومعنى كونه مفيدا: أن يحسن سكوت المتكلّم عليه، بحيث لا يبقى السامع منتظرا لشيئ آخر، فلو قلت: "إذا حضر الأستاذ" لا يسمّى ذلك كلاما، ولو أنّه لفظ مركّب من ثلاث كلمات، لأنّ المخاطب ينتظر ما تقوله بعد هذا ممّا يترتب على حضور الأستاذ.فإذا قلت :"إذا حضر الأستاذ أنصت التلاميذ" صار كلاما لحصول الفائدة. ومعنى كونه موضوعا بالوضع العربي: أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التّي وضعتها العرب للدلالة على معنى من المعاني. مثلا: "حضر" كلمة وضعها العرب لمعنى وهو حصول الحضور في الزمان الماضي، وكلمة "محمد" قد وضعها العرب لمعنى وهو ذات الشخص المسمّى بهذا الإسم، فإذا قلت "حضر محمّد" تكون قد استعملت كلمتين كلّ منهما وضعه العرب، بخلاف ما إذا تكلّمت بكلام ممّا وضعه العجم: كالفرس والترك والبربر والفرنج، فإنّه لا يسمّى في عرف علماء العربية كلاما، وإن سمّاه أهل اللغة الخرى كلاما.
| |
|